بيرام والسياسة في نواذيبو..

4:51 م, الأحد, 13 نوفمبر 2022
بيرام والسياسة في نواذيبو..
بيرام هو صاحب أكبر شعبية في مدينة نواذيبو شاء ذلك من شاء وأبى من أبى هذه حقيقة لا مناص منها، في الانتخابات الرئاسية الماضية كان بيرام يجوب أدغال ولاية لعصابة وكانت جماهيره تحتشد في ساحة “الربينة لولة” في نواذيبو دون أن يقسم عليهم “جي ولا ياي بوي” وكان ولد عبد العزيز وولد الغزواني يجوبان البلاد بأموال الدولة وعتادها ، سيقول قائل أن بيرام لديه خطاب خاص لجماهيره “عنصري” هنا في هذه البلاد كثيرون لديهم خطاب عنصري وقبلي وشرائحي وط وتلصصاتي … لاتخلو هذه البلاد من هذه الخطابات، لكن المؤيديدن لهذه الخطابات يكرهون بيرام وخطابه ويعتبرونه شيطان والآخرون مختارون، وهذا غير صحيح…
استمر مهرجان بيرام في مدينة نواذيبو لأزيد من 12 ساعة متواصلة أي من الثانية ظهرا حتى وصوله الثالثة فجرا، وربما هو أطول مهرجان انتخابي منذ دخول البلاد مجال المهرجانات السياسية.
بعد الاقتراع وفرز النتائج هزم ولد الغزواني وولد عبد العزيز وأعوانهم في ولاية داخلت نواذيبو هزيمة نكراء وبنتيجة كبيرة على يد بيرام وجماعته، وتبين لهم أن اطلاق حملة مرشح النظام من مدينة نواذيبو ووعودهم العرقوبية وتحالفهم مع من أوهموهم أن لديهم شعبية في المدينة كان سرابا بقيعة يحسبه الظمآن ماء، ويبدو أن ولد الغزواني ونظامه الحاكم لم يتعظا مما سيبق لحد الآن فالخارطة السياسية للمدينة مازالت مبهمة على الكثيرين حتى سياسيي نهب المال العام ، كل يغني على ليلاه ويوهم الرأي العام أن لديه شعبية في المدينة، كل هذه أوهام فنحن نعرف جميعا كيف ينجح كل سياسي في المدينة ، والحقيقة أن نجاح بيرام في المدينة لم يكن مفاجئ بالنسبة لنا فهمو عمل على أن يتواصل مع تلك الشعبية دائما وحاول أن يكون قريبا منها كلما سمحت له الفرصة.
الموسم السياسي على الأبواب وبيرام مازال حتى الآن هو صاحب أكبر شعبية دون منازع في مدينة نواذيبو ، وأما من يدعون الشعبية فليس لهم من الشعبية سوى محيطهم الأسري الضيق وبعض الكتاكيت وأصحاب الممارسات المخلة بالأعراف والاخلاق الجمعوية.
إذا اختار بيرام مرشحا مناسبا وتحالف مع قوى حية وصادقة في المدينة وحاول التقرب من الجميع ونجح في ذلك ، فإنه سيتمكن من حصد كافة المناصب الانتخابية الرئيسية بالمدينة من الجهة إلى البلدية ومقعد أو اثنين في الانتخابات البرلمانية، خاصة وأن مدينة نواذيبو مدينة عرف أهلها بعدم الخضوع السياسي بفعل وجود الحركة العمالية وعدم التبعية وانتشار الوعي شيئا ما .
خلاصة القول أن هذه هي فرصة بيرام وفرصة الذين يمارسون السياسة ويدخلون المعترك الانتخابي لأول مرة أن يدخلوا من الباب الواسع، وعلى بيرام أن يستمع لكافة الأصوات ويستقطب الجميع.
وأن من سرق أموال الشعب وكذب عليه وخدعه لن يكون إلا لص، ولن يستحق أي احترام.
أحمد محمدسالم كركوب